الخميس، 17 نوفمبر 2011

(رحلة العجائب) تميم بن أوس الداري

عن  فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، قالت رضي الله عنها : جلس رسول الله على المنبر وهو يضحك ، فقال : ليلزم كل إنسان مصلاه ، ثم قال :
 أتدرون لم جمعتكم ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
 قال : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ،
حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهْلَب كثير الشعر لا يدرون ما قُبله من دُبره من كثرة الشعر ،
 فقالوا : ويلك ما أنت ؟
 فقالت : أنا الجساسة .
قالوا : وما الجساسة ؟
 قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدَّير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق .

 قال : لما سَمَّتْ لنا رجلا فَرِقْنَا منها أن تكون شيطانة . قال : فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدَّير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد .
قلنا : ويلك ما أنت ؟
 قال : قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟
قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهْلَب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعا ، وفزعنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة .
فقال : أخبروني عن نخل بيسان ؟
قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟
 قال : أسألكم عن نخلها هل يُثمر ؟
 قلنا له : نعم .
 قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر . قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية ؟
 قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟
 قال : هل فيها ماء ؟
قالوا : هي كثيرة الماء
. قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب . قال : أخبروني عن عين زُغَر ؟
قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : هل في العين ماء ؟ وهل يَزرع أهلها بماء العين ؟
 قلنا له : نعم هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها .
قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟
قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب .
 قال : أقاتله العرب ؟
قلنا : نعم .
 قال : كيف صنع بهم ؟
فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه .
 قال لهم : قد كان ذلك ؟
 قلنا : نعم .
قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عنى ، إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليّ كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صَلْتا يصدّني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها .
 قالت فاطمة بنت قيس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر : هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة . يعني المدينة . ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟
فقال الناس : نعم .
 فقال : فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا أنه في بحر الشام ، أو بحر اليمن . لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو وأومأ بيده إلى المشرق . قالت : فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا الحديث رواه مسلم ، وهو صحيح بلا ريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق