الأربعاء، 11 مايو 2011

من عجيب الاتفاقات (مسلسل الوفاة)


أحداث الحياة قد تتابع على نسق معين ، ثم تقع أحداث أخرى ذات صلة بالأولى ،
وتكون الأحداث اللاحقة متتابعة على مثل النسق الذى مضت علية الأحداث السابقة.


وكثير من الناس يظنون أن ذلك التتابع المتناسق قد حدث من طريق
المصادفة والحق أن ذلك من تقدير العزيز العليم.


ومن تلك الأحداث العجيبة  أنه
لما مات الإمام الشيخ محمد عبده - رحمه الله - رثاه على قبره ستة من الشعراء على هذا الترتيب:-


1- الشيخ حسن أبو خطوة


2- حسن باشا عاصم


3- حسن باشا عبد الرازق


4- قاسم بك أمين


5- حنفي بك ناصف


6- حافظ بك ابراهيم


وصادف أن الشعراء الستة ماتوا تباعًا وفق ترتيبهم في رثاء الشيخ محمد عبده.


ولما مرض حافظ ابراهيم ،وخاف على نفسه من الموت ،
ولم يبق وقتئذ إلا حافظ وحنفي ناصف بعث اليه حنفي مطمئنًا
بأن الدور الآتي هو على حنفي وليس على حافظ وقال:


أتذكر إذ كنا على القبر ستة
***************نعدد آثار الإمام ونندب


وقفنا بترتيب وقد دب بيننا
*************** ممات على وفق الرثاء مرتب


أبو خطوة ولى وفقاه عاصم
*************** وجاء لعبد الرازق الموت يطلب


فلبى وغابت بعده شمس قاسم
*************** وعما قليل نجم محياي يغرب


فخاطر وقع تحت القطار ولا تخف
*************** ونم تحت بيت الوقت وهو مخرب


وخض لجج الهجاء أعزل آمنا
*************** فإن المنايا منك تجري وتهرب
 فأجابه حافظ يقول:

أخشى عليك المنايا
***************  حتى كأنك مني


إذا شكوت صداعا
***************  أطلت تسهيد جفني


وإن عراك هزال
*************** هيأت لحدي وقطني


عمري بعمرك رهن
***************  فعش أعش ألف قرن
 وقد مات حفني في يوم 25 شباط من سنة 1919م، فحينذاك رأى حافظ المنية قريبة منه، فنجده يقول في قصيدة نظمها لإحدى الإحتفالات بوفاة الشيخ محمد عبده، وكانت قد أقيمت بعد وفاة حفني

آذَنَت شَمسُ حَياتي بِمَغيبِ
***************  وَدَنا المَنهَلُ يا نَفسُ فَطيبي

قَد وَقَفنا سِتَّةً نَبكي عَلى
*************** عالِمِ المَشرِقِ في يَومٍ عَصيبِ

وَقَفَ الخَمسَةُ قَبلي فَمَضَوا
*************** هَكَذا قَبلي وَإِنّي عَن قَريبِ


وَرَدوا الحَوضَ تِباعاً فَقَضَوا
*************** بِاِتِّفاقٍ في مَناياهُم عَجيبِ


أَنا مُذ بانوا وَوَلّى عَهدُهُم
*************** حاضِرُ اللَوعَةِ مَوصولُ النَحيبِ

هَدَأَت نيرانُ حُزني هَدأَةً
*************** وَاِنطَوى حِفني فَعادَت لِلشُبوبِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق