الخميس، 2 يونيو 2011

قاعدة مهمة في أسماء الله وصفاته

 أن أفعال الرب -تبارك وتعالى- صادرة عن أسمائه وصفاته، وأسماء المخلوقين صادرة عن أفعالهم فالرب -تبارك وتعالى- فعاله عن كماله، والمخلوق كماله عن فعاله، فاشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل، فالرب لم يزل كاملًا فحصلت أفعاله عن كماله لأنه كامل بذاته وصفاته، فأفعاله صادرة عن كماله، كَمُل ففعلَ، والمخلوق فعل فكمل الكمال اللائق به.

 أما أسماء المخلوقين فإنها صادرة عن أفعالهم، ما معنى صادرة عن أفعالهم؟ أي: استحقوا تلك الأسماء بالأفعال الحميدة التي قاموا بها، ففعل العبد الأعمال الحميدة والأمور الطيبة إلى أن حاز تلك الأسماء التي لم يحز عليها إلا بتلك الأفعال، وبتلك المجاهدة، وبصبر النفس.
قال: فالرب -تبارك وتعالى- فعاله عن كماله، قوله هنا فعاله عن كماله هو كما سبق فعاله صادرة عن أسمائه وصفاته، أسماء الكمال وصفات الكمال، فالفعال صادر عن هذا الكمال، كمال الرب -سبحانه وتعالى- في أسمائه وصفاته، وأما المخلوق كماله عن فعاله، كمال المخلوق ناتج عن فعال المخلوق، فإذا فعل المخلوق الشيء الطيب والفعل الحميد كمل به، وإذا فعل الخصال السيئة وسفساف الأمور، ماذا؟ نقص بها واستحق الألقاب التي تليق بفعاله.
قال: والمخلوق كماله عن فعاله فاشتقت له الأسماء بعد أن كمُل بالفعل، من هو؟ المخلوق، اشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل، متى استحق المخلوق الصديق، قال: « لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا »(1) فهذا الكمال "صديقًا" متى حازه، قال -رحمه الله-: فاشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل، يعني بعد أن كمل بتحقيق الوصف والإتيان به على التمام استحق الاسم كتب عند الله صديقًا، قال: فالرب لم يزل كاملًا فحصلت أفعاله عن كماله، كما سبق إيضاح ذلك؛ لأنه كاملٌ بذاته وصفاته فأفعاله -سبحانه- صادرة عن كماله، كمل ففعل، والمخلوق فعل فكمل الكمال اللائق به،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق