الأربعاء، 29 فبراير 2012

إن أدري لعله خير منك

عن أبي الطفيل عامر بن واثلة :

أن رجلاً مر على قوم ، فسلم عليهم ، فردوا عليه السلام ،

 فلما جاوزهم قال رجل منهم : و الله إني لأبغض هذا في الله ،

 فقال أهل المجلس : بئس و الله ما قلت ، أما و الله لننبئنه ،

قم يا فلان ـ رجلاً منهم ـ فأخبره ،

قال : فأدركه رسولهم فأخبره بما قال ،

فانصرف الرجل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال :

 يا رسول الله ، مررت بمجلس من المسلمين فيهم فلان ، فسلمت عليهم ، فردوا السلام ، فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم ، فأخبرني أن فلاناً قال : و الله إني لأبغض هذا الرجل في الله ، فادعه ، فسله على ما يبغضني ؟

فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فسأله عما أخبره الرجل ،

 فاعترف بذلك ، و قال : قد قلت له ذلك يا رسول الله ،

 فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم تبغضه ؟

قال : أنا جاره و أنا به خابر ، و الله ما رأيته يصلي صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر و الفاجر ،

 قال الرجل : سله يا رسول الله هل رآني قط أخرتها عن وقتها ؟
 أو أسأت الوضوء لها ؟
 أو أسأت الركوع و السجود فيها ؟

 فسأله رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك

، فقال : لا ،

 ثم قال : و الله ما رأيته يصوم قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر و الفاجر ،

 قال : يا رسول الله ، هل رآني قط أفطرت فيه ؟

 أو انتقصت من حقه شيئاً ؟

 فسأله رسول الله صلى الله عليه و سلم ،

فقال : لا ،

 ثم قال : و الله ما رأيته يعطي سائلاً قط ، و لا رأيته ينفق من ماله شيئاً في شيء من سبيل الله بخير إلا هذه الصدقة التي يؤديها البر و الفاجر ،

 قال : فسله يا رسول الله ، هل كتمت من الزكاة شيئاً قط ؟

 أو ما كست فيها طالبها ؟

قال : فسأله رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك ،

فقال : لا ،

فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : قم ،
 إن أدري لعله خير منك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق