الجمعة، 20 مايو 2011

في التاريخ عبرة

إذا نزلت الفتنة عميت البصائر والعقول كما قيل :

يقضى على المرء في أيام محنته ** حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
ويقول الشاعر
إذا لم يكن عون من الله للفتى ** فأول ما يجني عليه اجتهاده
ومن ما تحفظه لنا كتب الأدب أنه في نهاية الدولة العثمانية كان السلطان عبد الحميد يحاول محاولاته الأخيرة لاستنقاذ الخلافة .
افتتن في ذلك الوقت كثيرا من الشباب بفلسفة الغرب وأفكاره حتى أن الشاعر أحمد شوقي قال مادحا مصطفى كمال أتاتورك
الله أكبر كـم فـي الفتـح من عجــب
************* يا خالد التــرك جـــدد خـــالد العرب
حذوت حرب الصلاحيين فى زمـن
*************  فيـــه القتــال بلا شــــــرع ولا أدب
يـــوم كبدر فخيل الحــق راقصـــة
************* على الصعيد وخيل الله فى السحب
تحية أيـــها الغـــازي وتهنـئــــة
*************  بآيـــــة الفتـــح تبــقى آيـــة الحقب

وعندما تمكن مصطفى كمال أتاتورك الغى الخلافة ثم ألغى شرائع الإسلام فبدأ يستفيق من استفاق فعاد شوقي يهجوه ويقول :
عادت أغاني العرس رجع نواح
************* ونعيـــت بين معــــالم الأفــــراح
كفنت في ليل الزفــــاف بثوبـــه
************* ودفنـت عنـــــد تبـــلج الإصبــاح
ضـجــت عليـــك مآذن ومنـــابر
************* وبكت عليـــــك ممـــالك ونواح
الهند والـهة ومصــر حزيـنــــة
************* تبــــكى عليــــك بمــدمع سحاح
والشام تسأل والعراق وفـارس
************* أمحـا من الأرض الخلافة ماح
يا لـلرجـــال لــحـرة موؤدة
************* قتـلت بغيـــر جريــرة وجنــــاح
بكت الصلاة وتلك فتنة عـــابـــث
*************  بالشرع عربيد القضاء وقاح
أفتـى خـزعبـــلة وقــال ضلالـــة
************* وأتــى بـكفر فى البــلاد بواح
فهل يا ترى تجد فرقاً بين الماضي والحاضر مصطفى كمال ، حسن نصر الله ، الخميني ، احمدي نجاد،  بشار وغيرهم وغيره أن التاريخ يعيد نفسه ولكن على المؤمن أن يكون ثابتا في منهجه ولا تخدعه الشعارات في زمن الفتن .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق