الاثنين، 9 يناير 2012

أحكام الأوامر و أحكام النوازل

أحكام الأوامر و أحكام النوازل


العبد دائما متقلب بين أحكام الأوامر وأحكام النوازل،

فهو محتاج بل مضطر إلى العون عند الأوامر،وإلى اللطف عند النوازل ،

وعلى قدر قيامه بالأوامر يحصل له اللطف عند النوازل،

فإن كمل القيام بالأوامر ظاهرا وباطنا ناله اللطف ظاهرا وباطنا،

وإن قام بصورها دون حقائقها نال اللطف في الظاهر، وقل نصيبة من اللطف في الباطن.
اللطف الباطن:
فإن قلت: وما اللطف الباطن؟

فهو ما يحصل للقلب عند النوازل من السكينة والطمأنينة ، وزوال القلق والاضطراب والجزع،

فيستخذي بين يدي سيده ذليلا له مستكينا ناظرا إليه بقلبه،

 ،ساكنا إليه بروحه وسره،وقد شغله مشاهدة لطفه به عن شدة ما هو فيه من الألم ،

وقد غيبه عن شهود ذلك معرفته بحسن اختياره له ،وأنه عبد محض يجري عليه سيده أحكامه،

 رضي أو سخط، فإن رضي نال الرضا، وإن سخط فحظه السخط ،

 فهذا اللطف الباطن ثمرة تلك المعاملة الباطنة ،يزيد بزيادتها وينقص بنقصانها.




المصدر:كتاب فوائد الفوائد لابن القيم بتحقيق علي بن حسن بن عبد الحميد
ص:22 و23

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق