الجمعة، 17 فبراير 2012

سورة الكهف المناسبة بين اسمها وموضوعاتها

تسمى السورة ب (سورة الكهف) كما تسمى (سورة أصحاب الكهف)
وبين الاسم والموضوعات مناسبة لطيفة
إن الموضوعات المعروضة في هذه السورة من تدبرها ولجأ إليها كانت له كالكهف الحصين من الفتن جميعها
كما ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن كان الكهف الذي لجأ إليه الفتية كهفا محسوسا ملموسا
فإن الكهف الذي يأوي إليه قارئ هذه السورة كهف معنوي من عناية الله سبحانه وتعالى وحفظه وستره فلا تؤثر فيه الفتن المعروضة ولو كانت مثل قطع الليل المظلم .
وإن نظرنا إلى الاسم الثاني للسورة (سورة أصحاب الكهف)
نلاحظ أن الأشخاص أصحاب العقيدة الحقة والموقف السديد هم الملاحظون في التسمية
 إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى   (13) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا (14)
نجدهم يمثلون موقف المتمسكين بالقيم الصحيحة الذين يملكون الميزان الرباني لقياس الأمور بها
الإيمان + الجرأة في الحق + المنطق السليم + الحجة المقنعة + التضرع إلى الله سبحانه وتعالى + اتخاذ الأسباب الظاهرة في مقارعة الباطل .

يعقب كل ذلك العناية الربانية بهم وتسخير جزء من الكون لحمايتهم وحفظهم ثم نصرة دعوتهم – ولو بعد حين –

إن أصحاب الكهف أنموذج فريد للوقوف في وجه الباطل ، وسيرتهم مثال لمن يبتلى ويفتن في دينه ، لذا كان هذه التسمية أيضا مناسبة للموضوعات في سورة الكهف حيث تمثل العنصر البشري المفتتن .

والله أعلم بمراده وبأسرار كتابه .

من كتاب مباحث في التفسير الموضوعي أ-د مصطفى مسلم ص 179+180

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق