السبت، 2 أغسطس 2014

تحرير العبيد الحسن البصري

البصري إمام عظيم، من التابعين، تعلم على أيدي الصحابه رضوان الله عليهم.. كان يوماً جالساً في بيته، فإذا ضجة على بابه فلما خرج وجد مجموعة من العبيد في ضيق شديد، وما أن رأوه إلا صاحوا:
يا إمام نسى الناس ( فك رقبة ) فلم يعد في البصرة من يحرر العبيد، أين مواعظ العلماء التي تؤثر في الناس؟
تأثر الإمام بدعواهم ووعدهم أن يخطب في الناس ويحثهم على تحرير العبيد.
وينصرف العبيد فرحين كل يمني نفسه بالحرية، وتمر الجمعة بعد الجمعة ولم يتحدث الحسن البصري عن تحرير العبيد الذي أمر الإسلام به حتى ظن العبيد السوء فيه وقالوا: لقد نسينا الإمام كما نسيتنا كل الدنيا.
وفي يوم الجمعة وقد ذهب العبيد إلى الصلاة ولا أمل في نفسوهم، إذا بالإمام الحسن البصري يخطب خطية لم يسمعها رجل إلا وأسرع يحرر عبداً، واجتمع العبيد أمام باب الإمام واختلط الشكر بالعتاب.
إذا كانت تلك قدراتك يا إمام، فلم تركتنا تحت ثقل العبودية تلك الأسابيع الطوال؟!
ابتسم الإمام سعيداً بفرحة الأحرار الجدد، وقال بهدوء قبل أن بنصرف:
- كنت لا أملك عبداً، ولم يكن لدي مال أشتري به عبداً، فانتظرت أن يكون لي مال حتى أشتري به عبداً فاشتريته، ثم مكثت وهو عندي حتى امتلأت نفسي بوجوده ثم أعتقته، فلما خطبت الناس كان كلامي عن فعل وسلوك لا عن قول وموعظة.
لله درك يا إمام!! هلاّ تعلم محترفو الكلام أن التأثير في الناس لا يمكث طويلا؛ فإن طلائه لا بد أن يزول، ولكن بناء العمل باقٍ، ويظهر قبحه أو جماله بعد حين ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق